** أنت صديقي الوحيــد **

السبت، 30 مايو 2009





** أنت صديقي الوحيــد **



أما أنت أيها البحر فتشبه مرايا نفسي المتعددة ..



أتراكَ توأمي في صيفي وشتـــــــائي ..




في ليلي ونهاري.. في حزني وفرحي ..



في أحلامي وكوابيسي.. في يــأسي وأملي..




في يقظتي ومنامي.. في صدودي واستسلامي..



في اقترابي وابتعــادي... في أموري كلها..



وحتى في حياتي ومماتي!..



أتراكَ أيها البحر صديقي الوحيد .. وكــاتم سري!




في الإصطخاب الروحي أراك كثير العنف،



متوتراً، ضاجا بحدودك، فكـــــأنك تريد أن




تخرج منها إلى آفاق أبعد وأوسع ..



لهذا تلطم ثورتك الصخــــور والشواطئ..



وترفع الأمواج العالية، وتهز أركان السفن،



وتنزل إلى الأعماق، فلا تترك موضعا إلا وتنهال




عليه بصخبٍ لا يعادله سوى صخب



الجنون الذي في نفسي ...




لكأنك أيها البحر تلتهم نفسك بنفسك



وتمعن فيها خرابا وتدميرا.. أهو اليـــأس؟!



أم هو الألم ؟! أم هو الجنون الذي لا سبب له،



يرمي في أعماقك هذه الفتنة القــــــاتلة؟..



ترى! ما الذي يؤلمك إلى هذا الحد،



مثل ألم روحي، لتصير شبيهاً



بأعمىً فقد بصيرته وحكمته،




أو بأسودٍ خرجت من أسر التجويع



إلى غابة الافتراس المطلقة ؟..




وفي السلام المطمئن،



أراك هادئاً كهدوء قلبي..



هذا القلب حين يخطفه سلام التأمل




والشرود والانخطاف..




كالموسيقى التي تنسحب إلى نسيج روحي،



وكالانسجام الذي ينظم إيقاعات كياني...




جميلا كحلم وابتسامة ..



رائقاً كطفولة غامضة ونائمة ..



كريماً كمن يدعو الزوار إلى المائدة ..




فأرجوك أيها البحر.. لا تبتعد عني كثيراً...



لئلا أشعر بالغربة وسط هذا العالم




الذي لا يعرف عني أكثر من ملامح



وجهي الظاهرة ... اقترب مني أكثر أيهـــا




البحر كي تغمرني روحك فأغرق فيك



إلى أن نتوحد ونُصَيِّر معاً هذا السر الذي




لا يزال الكون عاجزاً عن تفسير كوامنه ...



حبيبتك الوحيدة % ناعمــ الظل ــة %



0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
ناعمــ الظل ــة © 2008. Template by BloggerBuster.